بنت رجل الحكمة ††خادم لاسم يسوع††
عدد المساهمات : 654 نقاط : 1615 تاريخ التسجيل : 20/11/2009 العمر : 34
| موضوع: سيرة القديس متاؤس الفخورى ... الإثنين ديسمبر 21, 2009 1:36 am | |
|
قصة القديس العظيم الأنبا متاؤس الفاخورى
مولده ولد القديس متاؤس الفاخورى ببلدة الأقصرين " الأقصر حاليا " من أبوين مسيحيين تقيين أسمياه " متاؤس " معناها " عطية الله " . علماه والداه الآداب المسيحية وأرضعته أمه لبن الإيمان منذ نعومة أظافره , فنما القديس فى جو روحى على المبادىء المسيحية . بجوار العلوم الدينية تعلم من والده صناعة الفخار القرموصى وهو أجود أنواع الفخار , لذلك إشتهر بعد ذلك بإسم " الفاخورى " معناها " صانع الفخار " . تنيح والده وهو ما زال طفلا صغيرا . رهبنته كان الصبى متاؤس محبا لحية العبادة والوحدة , فوجد ضالته المنشودة فى حياة الرهبنة التى تناسب ميوله . فكان يذهب كثيرا إلى دير الأنبا إسحاق السائح بجبل أغاثون " دير الشهداء بمدينة إسنا حاليا " . كان يتردد على أديرة الأنبا باخوميوس المنتشرة فى جبال إسنا و أصفون , ثم أبدى رغبته فى الرهبنة للأب مرقس أحد شيوخ الرهبنة المشهود لهم بالتقوى والصلاح , فعلمه أصول الرهبنة ومبادئها حتى أتقنها جيدا . سمح له أبوه الروحى بالتوحد فى إحدى المغائر البعيدة عن الدير بحوالى ستة كيلومترات , فعاش فيها ناسكا عابدا فترة طويلة فى حياة السكون والهدوء حتى تأنست له الوحوش وصارت تعيش معه كما كانت مع آدم فى الفردوس . لذلك ترسم صورته وحوله الضبعين اللذين أقاما معه فى المغارة نحو اثنتى عشرة سنة . كان القديس متاؤس رغم قامته الروحية العالية يعيش حياة الإتضاع والمسكنة الحقيقية حتى دعا نفسه " متى المسكين " لكى ينال الطوبى التى للمساكين حيث قال رب المجد " طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات " مت 3:5 . كان أبوه الروحى الأب مرقس , يدعوه للدير عند حاجته إليه ليستشيره فى أمور الدير والرهبان , لعلمه بحكمته و إفرازه , فكان يطيعه ويذهب إلى الدير , وبعد أن يعمل ما يأمره به يرجع إلى مغارته فى الجبل مداوما على العبادة الحارة والوحدة . إبوته و رئاسته للدير بعد نياحة الأب مرقس أبوه الروحى أجمع الرهبان على إختيار القديس متاؤس أبا و رئيسا لهم , لعلمهم بحكمته وعلمه وفضائله الروحية وخبرته فى الجهادات النسكية . لما تقلد القديس هذه المسئولية قام بمهام عمله خير قيام . وبفضل نشاطه ومحبته للدير قام بتعميره رهبانيا , حيث كثر عدد الرهبان فيه بسبب تنسم الشباب فيه عبير الرهبنة الحقيقية والفضائل المسيحية وأقام نهضة عمرانية بالدير حيث أقام المبانى الضخمة والأسوار حول الدير , وإعترافا بفضل هذا القديس دعى الدير بإسمه . ذكر المقريزى عند دير الأنبا متاؤس الفخورى فى كتابه الخطط المقريزية " كان بأصفون دير كبير , رهبانه معروفون بالعلم والمهارة , وهو أحد الأديرة التى أصبحت آيلة للإندثار بعد كثرة عمارتها ووفرة أعداد رهبانها , وسعة أرزاقهم زكثرة ما كان يحمل إليهم " . أعطى الله القديس مواهب كثيرة مثل : شفاء المرضى , وإخراج الشياطين ومعرفة الغيب وإقامة الموتى , وغير ذلك , حتى ذاع صيت قداسته , وأصبح ديره يستقبل كل ذوى الحاجات و طالبى الشفاء والنصح والإرشاد من كل المنطقة المجاورة حتى وصل إلى أقصى النوبة عن طريق التجار المصريين . بعد أن ذاع صيت القديس متاؤس بسبب تعاليمه الروحية ومعجزاته , أتى إليه الكثير من المرضى والسقماء ومن بهم أرواح شريرة , فكان يصلى لهم فيبرأون بقوة الله الكائنة فيه . كان القديس يصنع معروفا ورحمة لكل الآتيين إليه بدون تمييز لجنس أو دين , وكان يعول الكل على مائدة الدير (مثل إبراهيم أب الآباء ) , وكان يكسو العريان ويعطيهم ما يحتاجون إليه ويهديهم إلى الطريق المستقيم الذى يؤدى إلى الحياة الأبدية . وكثيرا ما كانوا يأخذون بركة من يديه إذا وضعوها على إنسان مريض , يشفى من مرضه , فيمجدون الله ويشكرون القديس على حسن صنيعه معهم . كان القديس قدوة لكل من يراه , حيث أنه كان مدققا فى حياته , وفى محاسبته لنفسه باستمرار , سائرا حسب قول بولس الرسول : " فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء " أفسس 15:5 , " تمموا خلاصكم بخوف ورعدة " فيلبى 12:2 نياحته بعد أن أمضى القديس حياته بالجهاد فى الصوم والصلاة والسهر على حياته وعلى حياة أولاده قرابة التسعين عاما فى الرهبنة , رأى القديس فى إحدى الليالى رؤيا روحانية عظيمة , فقصها على أولاده , وقال لهم : رأيت الأنبا أنطونيوس و الأنبا مكاريوس والأنبا باخوميوس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين ينادون ويقولون لى تعالى إلينا , فقمت ومشيت معهم إلى أن وصلت إلى مكان ودخلت فيه معهم ووجدت جمعا كثيرا مهيب المنظر جدا , وقد أتوا ليسلموا على ولما سلموا على قالوا لى : مرحبا بقدومك إلينا هوذا اليوم تجىء وتسكن عندنا فى فردوس الأبرار , ثم رأيت حصنا عظيما منيعا وبابه عاليا جدا وهو مرصع بالجواهر الكريمة والذهب , فلما وصلت للباب سمعت صوتا يقول : إفتحوا باب الدار ليدخل متاؤس .أما أنا فلما سمعت هذا الكلام تخوفت , ثم دخلت وأنا بخوف شديد ورعدة عظيمة , فرأيت ساحات عظيمة حتى ظننت أن كل ساحة تساوى ميلين أو ثلاثة فى الطول , ثم رأيت كراسى متلاصقة بعضها ببعض وجماعة عظيمة من الرهبان جالسين عليها وهم منيرون جدا , أما أنا فقلت للذين يسيرون معى : يا ساداتى من هؤلاء الذين تراهم هم آباء الإسكيم المقدس وآباء الرهبان , كل واحد منهم جالسا وسط أولاده اللابسين إسكيم الرهبنة الملائكى , ثم قالوا لى : أنظر إلى هؤلاء الأربعة النورانيين إنهم : القديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان , والقديس مكاريوس الكبير أب جبل شيهيت , والقديس الأنبا باخوميوس أب الشركة , والرابع هو القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين . بعد ذلك أخذونى وأقامونى قدامهم بخوف عظيم فتقدمت وسجدت قدامهم فقال لى واحد منهم وكان بيده منشور : يا متاؤس , فقلت نعم يا أبى وسيدى , فقال لى قم مسرعا وإمض إلى ديرك لأنهم سوف يسألونك عنه وعن أولادك الرهبان الذين فى الدير وعن كل أفعالهم وعن صلواتهم التى يقدمونها لله , وبالأكثر عن الصدقة التى يوزعونها على باب الدير , لأن عندهم فى ذلك توان وكسل , واعلم إن هذا مطلوب منك فى اليوم السابع من شهر كيهك , وكانت هذه الرؤيا فى اليوم الثالث منه . أما أنا يا أولادى فلما استيقظت من الرؤيا جمعتكم إلى هنا لأقص عليكم ما رأيت . والآن يا أولادى الأحباء عيشوا مع بعضكم فى محبة لأنى ماض إلى الله وأقرئكم السلام باسم يسوع المسيح لأنى بعد ثلاثة أيام أنتقل من هذا العالم الزائل , وإنى أستودعكم بسلام الرب الإله صاحب كنوز الرحمة . وأسأله أن يحفظكم بملائكته من تجارب العدو , أنتم وكل المجمع المقدس الطاهر . وأوصيكم بالمحبة بعضكم لبعض , وواظبوا على صلواتكم كما أوصاكم الرب وكونوا مداومين على الصدقة والرحمة على المتضايقين , وكونوا ساهرين فى الطلبة إلى الله عن إخوتكم المؤمنين الذين فى العالم وكونوا مهتمين أن ترضوا الرب كل حين . وبعد أن أكمل القديس وصيته لأولاده الرهبان فى اليوم الرابع من شهر كيهك , ثقل المرض عليه , فجاء إليه أولاده الرهبان ليفتقدوه ويتباركوا منه وكانوا يسألونه أن يتناول ولو قليلا من القوت , فكان يرفض من شدة المرض . وفى آخر ليلة كان يقول : حى هو الرب يسوع المسيح إنى لا آكل ولا أشرب مادمت فى هذا العالم الزائل حتى ألتقى بآبائى القديسين : أنبا أنطونيوس و أنبا مكاريوس وأنبا باخوميوس وأنبا شنودة , وأقدم لهم كمال رهبنتى وأرجو من الرب أن يسامحنى . ثم أن القديس بات تلك الليلة متعبا جدا وعند إشراق النور فى صباح اليوم السابع من شهر كيهك المبارك فتح القديس فمه وأسلم روحه الطاهرة ومضى إلى النعيم السرمدى , وللوقت فاح من جسده الطاهرة عطر طيب عظيم فائق الرائحة , فبكى عليه أولاده الرهبان ثم قاموا بتكفينه وصلوا عليه حسب القانون الأرثوذكسى اللائق بالرهبان ودفنوه بمجد عظيم وكرامة فائقة فى مقبرة خاصة داخل الدير . عاش القديس فى القرن الثامن الميلادى . وكان عمره عند نياحته 105 سنة قضى منها 10 سنين فى طفولته قبل الرهبنة , و45 سنة فى الرهبنة مرتبطا بقوانين الطاعة والصلاة والعبادة والنسك . و 50 سنة كأب ورئيس للدير . منحه الرب إكليل الحياة عوض جهاده الشاق فى البتولية والرهبنة والنسك , حتى صارت له الملائكة أصدقاء بسبب طهارته وعبادته . وتعيد له الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى اليوم السابع من شهر كيهك المبارك من كل عام , ويعمل له إحتفال روحى فى ديره بجبل أصفون بإسنا محافظة قنا . بركة صلاته تكون معنا جميعا آمين. بركة القديس متاؤس الفخورى تكون معنا امين ... | |
|