هذا السؤال يعتبر من أصعب الأسئلة في علم اللاهوت. فالله أبدي، أزلي، كلي المعرفة، كلي القدرة. فحين أن البشر لا يحملوا كل هذه الصفات فكيف يتسني لهم أن يفهموا طرق الله بصورة كلية؟ ونري في العهد القديم أن كتاب أيوب يعالج هذه المسألة. فنري أن الله سمح لأبليس أن يفعل أي شئ لأيوب فيماعدا قتله. ماذا كان رد فعل أيوب؟ "الرب أعطي والرب أخذ، ليكن أسم الرب مباركا" (أيوب 21:1). لم يفهم أيوب لم سمح الله بهذه الأشياء أن تحدث، ولكنه كان يعلم في قلبه أن الله صالح ولذلك أستمر في الثقة به. وهذا ما يجب أن يكون رد فعلنا أيضا. فالله صالح، عادل، محب، ورحيم. وكثيراً من الأحيان ما تحدث لنا أشياء لا نستطيع تفسيرها. ولكن بدلا من أن نشك في صلاح الله، يجب علينا أن نثق به. "اتكل علي الرب من كل قلبك، وعلي فطنتك لا تعتمد، أعرف الرب في كل طرقك وهو يقوم سبلك" أمثال (5:3-6).
وربما السؤال الأفضل هو، "لماذا تحدث أشياء جيدة لأناس سيئون؟" الله قدوس (أشعياء 3:6 و رؤيا 8:4). والبشر مليئون بالخطيئة (رومية 23:3 و 23:6). هل تريد أن تعرف كيف يري الله البشرية؟ "كما هو مكتوب: ليس انسان بار، ولا واحد. ليس من يدرك. ليس من يبحث عن الله. جميع الناس قد ضلوا وصاروا كلهم بلا نفع. ليس من يمارس الصلاح لا ولا واحد. حناجرهم قبور مفتوحة السنتهم أدوات للمكر شفاههم تخفي سم الأفاعي القاتلة. أفواههم مملؤة لعنة ومرارة. أقدامهم سريعة الي سفك الدماء. في طريقهم الخراب و الشقاء أما طريق السلام فلم يعرفوه. ومخافة الله ليست نصب أعينهم" (رومية 10:3 – 18). كل أنسان علي هذه الأرض يستحق أن يلقي في الجحيم في هذه اللحظة. وكل ثانية نعيشها هي بنعمة الله. وكل الأشياء التي نتعرض لها في الأرض مهما كانت سيئة فهي رحمة من الله عما نستحقه وهو جهنم الأبدية في بحيرة النار.
" ولكن الله أثبت لنا محبته، اذ ونحن مازلنا خاطئين مات المسيح عوضا عنا" (رومية 8:5). فبالرغم من طبيعة البشر الشريرة والخاطئة فالله مازال يحبنا. فهو أحبنا بصورة كافية حتي أنه مات بدلا عنا وتحمل عنا عقاب الخطيئة (رومية 23:6). كل ما علينا أن نفعله هو فقط أن نؤمن بيسوع المسيح (يوحنا 16:3 و رومية 9:10) لكي تغفر لنا خطايانا وننال مكان في السماء (رومية 1:. ما نستحقه = الجحيم. ما نناله = حياة أبدية في السماء فقط ان آمنا. وقد قيل قبلا أن هذا العالم هو الجحيم الوحيدة التي سيختبرها المؤمنيين في حين أنه السماء الوحيدة التي سيعاينها غير المؤمنون. والمرة التالية عندما نتسأل "لماذا يسمح الله بحدوث أشياء سيئة للأناس الطيبون؟" ربما الأجدر علينا أن نتسائل "لماذا يسمح الله بحدوث أشياء جيدة لأناس سيئون؟
إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة الإنجيل بمجد المسيح