ديسمبر عيد استشهاد القديس العظيم فيلوباتير مرقوريوس ابوسيفين، الشهيد العظيم مرقوريوس أبى سيفين أسمه "فيلوباتير" (وهو اسم يوناني معناه: محب الآب). ولد فيلوباتير عام 225م من أبوين وثنيين وأعتنقا أبواه المسيحية عن طريق رؤيا سماوية فى مقاطعة سكيطس- رومانيا حاليا-، وبدأ يعظان ويوزعان الصدقات ، وعَلَّما إبنهما وفق التعاليم المسيحيّة واكتروا من اعمال الرحمة والصدقة وخاصة فى اعياد الملاك ميخائيل الذى صار شفيع الاسرة . وفي سن السابعة عشر إنضم القديس إلى الجيش، وسريعاً ما نال شهرة عالية كمبارز (بالسيف) ، وكان بارعاً في التخطيط الحربي ويعتقد أنه كان أشول اليد وأجبر على أستعمال يده اليمنى لذلك اطلق عليه لقب مرقوريوس فبرز فى أستعمال كلا يديه وكان شجاعاً لا يهاب احداً .
ورقاة المبراطور ديسيوس ليكون قائد لأنه افضل حامل سلاح بين قواد فرقته ولأنه كان محبوباً من جميع جتود الفرقة
أصدر الإمبراطور ديسيوس 249- 251م أمراً وأرسلا مرسوماً بأنه على الجميع عبيداً وأحراراً أن يقدموا الذبائح للأوثان الرومانية ، ومَن يعصى ذلك الأمر سيواجه عقوبة الموت. وبعد ذلك المرسوم بقليل،
بينما كان الامبراطور ديسيوس مشغولا بحملة الاضطهاد ضد المسيحيين فوجىء بهجوم البربر على حدود الامبراطورية فأمر باستدعاء كل فرق الجيش للحرب واولى الفرق كانت بقيادة القديس فيلوباتير وبينما كانت المعركة فى اشد مراحلها ظهر ملاك الرب للقائد مرقوريوس وخاطبة قائلا"يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح انى ارسلت لاساعدك واقودك للنصر..فخذ هذا السيف من يدى وحارب به البربر وعندما تغلب اذكر الرب الهك"وبمجرد ان تلقى القائد مرقوريوس السيف بيده اليمنى شعر انذاك بقوة الهية تغمره وفى الحال حارب بالسيفين مخترقا صفوف العدووقتل ملك العدو ولما علم ديسيوس بالنصر الذى حققه القديس قام بتكريمه ومنحه القابا ونياشين كثيرة وعينه القائد الاعلى للقوات المسلحة الرومانية وكان عمره في ذلك الوقت 25 عاماً . وإنشغل القديس بحياته الجديدة، وكان يُحتفى به في كل بلدة يعبرها.
وظهر له الملاك ميخائيل ثانية قائلا : "يا مرقوريوس انا ملاك الرب الذى قابلتك فى الحرب ودفعت اليك سيف الغلبة الذى به غلبت اعداءك وقد اوصيت ان تذكر الرب الهك متى غلبت وظفرت..والان لا تجزع..ولا ترهب امر الملك ..لان الله ارسلنى لاخبرك بما سيكون..فانك ستذوق عذابات عديدة على اسم ربنا يسوع المسيح وستتألم كثيرا من اجله وسأكون حافظا لك وسأقويك حتى تكمل شهادتك..وستسمع كل المسكونة عن جهادك وصبرك وسيتمجد الرب معك" ثم اختفى الملاك
وبعد ذلك دعاه ليسأله في بعض شئون الدولة ، وبعد ذلك إقترح أن يذهبوا جميعاً للمعبد ليذبحوا للأوثان ، فإنسحب البطل بسرعة من بين الجمع . فلاحظ ذلك جندي يحقد عليه وأعلم داكيوس بأن مرقوريوس لم يكن حاضراً بسبب أنه يدين بالمسيحيّة . ولكن الإمبراطور لم يُصَدِّق ذلك، وأراد أن يتأكَّد بنفسه..
امر الملك جميع جنوده بالسجود للاوثان فرفض القديس فيلوباتير وعندما امر باستدعائه شهد القديس انه انتصر على البربر بقوة الرب يسوع المسيح وللحال خلع البطل مرقوريوس عنه الاوسمة العسكرية والمنطقة الذهبية وصاح انا مسيحى .حاول الامبراطور ان يغريه بالمرك والسلطان ولكنه رفض وثبت على ايمانة بالرب عذابات القديس امر ديسيوس بأن يجرد القديس من ثيابه وأن يربط بين اربعة اوتاد على ارتفاع ذراع من الارص وان يضرب بدبابيس حادة وتعجب الملك من صبر القديس واحتماله.ثم امرهم بأن يمزقوا جسد القديس بأمواس حادة وأن يشعلوا تحته جمرا ليحترق ولكن سرعان ما انطفأت النيران من الدماء الغزيرة النازلة من جسده وبعدما حملوه للسجن ظهر له ملاك الرب قائلا"السلام لك ايها المجاهد المثابر الغالب تقوى..فان الرب يعضدك ويقويك لكى تغلب هذا الملك مع اوثانه ..لا تخف من عذاباته لانك بعد قليل ستنعم بملكوت السموات فى اورشليم السمائية مدينة الاطهار" ثم لمس الملاك جراحاته وشفاه وصلى القديس شاكرا للرب ثم امر الملك باحضار اسياخ حديدية محماة لتوضع تحت القديس ويسلط على جانبيه مشاعل نارية متوهجة وفى الحال انتشرت رائحة زكية جدا بدل رائحة الدخان وفى الحال صاح الجميع نؤمن باله مرقوريوس ونالوا اكليل الشهادة ثم امر الملك بأ ن يعلق القديس فى شجرة منكس الرأس وأن يربط فى عنقه حجر ضخم حتى يختنق.ولكن قوة الله جعلت القديس يحتمل وبينما كان القديس يصلى شاكرا ظهر له ملاك الرب قائلا"سلام الله يكون معك يا حبيب المسيح..تقوى وتشجع ولا تبال بالعذاب المؤقت وافرح بالرب كل حين اذ جعلك تشهد له امام ديسيوس واعوانه ..واعلم ان الرب قد ارسلنى لآخدمك حتى تكمل سعيك ولن يستطيع احد ان يمسك الا بما سمح به الرب تمجيدا لك ودينونة للعالم" ثم مد الملاك يده ولمس جراحات القديس فشفيت
تعذيب القديس مرقوريوس وإستشهاده
ثم امر ديسيوس باحضار سوطا مثبتا فى اطرافه اربعة قطع حديدية وأن يجلدوه به حتى يتناثر لحمه وينزف دمه ولكن البطل احتمل وايمانه جذب الكثيرين للايمان فأصد الملك امره بقطع راس القديس فيلوباتيرفى قيصرية الكبادوك وقبل تنفيذ الحكم طلب منهم ان يتركوه يصلى وبينما كان القديس يصلى ظهر له السيد المسيح له المجد بنور بهائه العظيم وحوله جوقة من الملائكة ورؤساء الملائكة وخاطبه قائلا: -ياحبيبى مرقوريوس قد صعدت صلواتك وطلباتك الى..فتعال الان لتستريح مع الابرار وترث اكليل الحياة. -ان اسمك سيكون شائعا فى كل المسكونة كما ستظهر قوات كثيرة فى البيع التى تبنى على اسمك -والذى يكتب سيرة شهادتك سأكتب اسمه فى سفر الحياة ..ومن يطيب رفاتك على الارض سألبسه الحلل النورانية فى يوم الدينونة. -وكل من يبنى بيعة على اسمك سأعد له مسكنا فى اورشليم السمائية كما أجعل رئيس الملائكة حارسا لكل بيعة على اسمك الى الابد..ويحفظ خطوات من يأت اليها فى يوم تذكارك لسماع اتعابك وأخذ بركتك..واقبل سؤالك من اجلهم. -وكل من يهتم بعمل وليمة للمساكين فى يوم عيدك اجعله مستحقا للجلوس فى وليمة عرسى فى السماء -وكل من يكون فى شدة ويدعوننى باسمك اخلصه ..وكل امراة عاقر اذا سألتنى بأسمك سأمنحها ولادة البنين..ومن يسمى ولده باسمك تكون بركتى عليه ولا يكون عنده غلاء ولا وباء طوال ايام حياته على الارض"ا ولما انتهى السيد المسيح من حديثه اختفى بعد ان باركه .فرح القديس
وتقدم السياف وقطع رأسه فنال اكليل الشهادة على اسم ربنا يسوع المسيح فى الساعة الثالثة من النهار فى 25 هاتورالموافق 4 او5ديسمبر عام250م وكان يبلغ 25عاما بركه صلواته وطلباته تكون معنا امين
وهذا الشهيد الشجاع له معجزات كثيرة وما زالت له قوة حتى يومنا هذا لأجراء المعجزات لمن يتشفع به لدى رب المجد يسوع المسيح .
بركة صلواته تكون معنا، آمين. ولربنا المجد الدائم إلى الأبد. آمين.