مارى الملاك الحزين ††خادم لاسم يسوع††
عدد المساهمات : 590 نقاط : 1183 تاريخ التسجيل : 01/12/2009 العمر : 35 الموقع : مارى الملاك الحزين
| موضوع: تامل معى عن يونان النبى الخميس يناير 28, 2010 1:13 pm | |
| عجيب أن يونان كان في ذلك الوقت نائماً نوماً ثقيلاً ... من عمق نومه، لم تستطع أن توقظه الرياح الشديدة، والنوء العظيم، واهتزاز السفينة التي كادت تنكسر!!
كيف خالف الله، وكسر وصيته وهرب منه، و استطاع أن ينام نوماً ثقيلاً ؟! لابد أن ضميره كان قد نام أيضاً، نوماً ثقيلاً ، مثله…
هناك من يعصى الله ويخاف ويضطرب أو يقلق ويأرق وتظل خطيئته تطارده وتتبعه… أما يونان فهرب من الله ولم يبال. وبكل أعصاب مستريحة وفكر هاديْ أمكنه أن ينام نوماً ثقيلاً ! يخيل إلى أن وراء هذا النوم سبباً . لا شك أن يونان على الرغم مما فعله كان يبرر ذاته من الداخل، ويبرئ ذاته. وهكذا لم يشعر بالآثم ولم يقلق، فنام..
صفة جميلة ثانية نجدها في أهل السفينة انهم يبحثون عن الله.
لم يقولوا ليونان في تعصب لديانتهم " قم أصرخ إلى إلهك، عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك "… وهذا يدل على
أنهم كانوا يبحثون عن الله، ولا يعرفون أين يوجد.. كانوا مضطرين في وسط عقائد كثيرة، لا يعرفون أين الإله
الحقيقي ولكنهم يحبون ويؤمنون به دون آن يدركوه.. لذلك كشف الله لهم ذاته في قصة يونان….
*صفة جميلة ثالثة وهى أنهم كانوا رجال بساطة وأيمان. لم يكتفوا بالصلاة، وانما أيضا ألقوا قرعاً. كانوا يؤمنون أن الله سيكشف لهم الحقيقة بتلك الطريقة، وقد كان.. ألقوا القرعة ليعرفوا " بسبب من حدثت تلك البلية "…
إذ أنهم في تقواهم كانوا يشمئزون من بشاعة الخطية ويشعرون أنها سبب البلايا التى تحيق بالإنسان. هم كبحارة مهرة لم
يقولوا أن هذا النوء العظيم حدث بسبب البحر وطبيعة المياه وتقلبات الرياح، وإنما أيقنوا أن ذلك بسبب خطية أرتكبها أحدهم، ويطالب بها العدل الإلهي. فبحثوا " بسبب من تلك البلية".
ووقعت القرعة على يونان... حقا أن الله صالح وحنون.. حتى لو صلى إليه أناس امميون، بضمير مستقيم، طالبين إرشاده، فأنه يسمع لهم ويستجيب.. ووقوع القرعة على يونان، كشف صفة أخرى جميلة في نوتيه تلك سفينة الأتقياء....
*كانوا أيضا أشخاصا عادلين لا يحكمون على أحد بسرعة. بل إتصفوا بطول الاناة، وبالفحص وإرضاء الضمير.
كان يمكنهم بعد وقوع القرعة على يونان، أن يتخلصوا منه في الحال، وبخاصة انه كان يبدو غريبا.. كان نائما والكل يصلون
وكان غريبا لا يعرفون له أصلا. وقد كشفته القرعة اذ وقعت عليه بعد صلوات صرخوا بها جميعهم إلى الله.
الا أنهم أرادوا أن يريحوا ضميرهم، فحققوا معه. قالوا له : أخبرنا من أنت؟ وما هو عملك؟ ومن أين أتيت؟ وما هي أرضك؟ ومن أي شعب أنت؟ وبسبب من هذه المصيبة التي حلت علينا؟.. أسئلة كثيرة..
حقا أنه من فضائل هؤلاء الناس طول الأناة العجيبة..
أنني متعجب من عدلهم ومن حساسية ضميرهم. السفينة موشكة على الغرق، والبحر هائج، وبين لحظة وأخرى يمكن أن يهلكوا...
ومع ذلك يصرون على التحقيق مع يونان، لكي يريحوا ضميرهم ولا يظلموا الرجل... وهم يفعلون ذلك على الرغم من كل الآدلة التي تحت أيديهم. ولكنهم مؤمنون أنه لا يليق بهم أن يحكموا على انسان دون أن يعطوه فرصةلكي يتكلم عن نفسه..
أما يونان فأعترف لهم وقال " أنا عبراني، وأنا خائف من الرب اله السماء الذي صنع البحر والبر، وبمجرد سماعهم ذلك الكلام خافوا خوفا عظيما...
أنهم قوم بسطاء لا يكذبون غيرهم.
هل ألهك يا يونان هو اله البحر والبر؟.. نحن الآن في البحر، إذن فنحن في يد ألهك أنت. ونحن نريد الوصول إلي البر،ألهك هو اله البر أيضا، كما هو اله البحر، أذن فنحن في يديه. لذلك خافوا ووبخوه قائلين " لماذا فعلت هذا؟!". وللمرة الثانية يتبكت النبي العظيم من الأمميين. حسنا أوجده الله في هذه السفينة التي يوبخه ركابها، دون أن يستحوا منه كنبي..
*وكما كان ركاب السفينة عادلين، كانوا أيضا في منتهى الرحمة والشفقة :
فبعد ثبات التهمة على يونان، واعترافه أمامهم بذنبه وبأنه هارب من الرب، وتأكدهم أن كل المصيبة التي حلت عليهم كانت بسببه لم يشاءوا أن يتخلصوا منه على الرغم من أن " البحر كان يزداد اضطرابا". بل فكروا في حل لإنقاذ هذا الإنسان الذي تسبب في أتعابهم
كانوا يوقنون أنه مذنب ويستحق الموت. ومع ذلك لم يكن سهلا على هؤلاء القوم الرحماء، أن يميتوا أنسانا حتى لو كان هو السبب في ضياع متاعهم وأملاكهم وتهديد حياتهم بالخطر.
لم يكن سهلا عليهم أن يضحوا به بسهولة أو بسرعة. فقالوا له "ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا؟"… أبحث معنا عن حل، لآن اضطراب البحر كان يزداد بطريقة مقلقة.... فقال لهم يونان " خذوني واطرحوني في البحر، فيسكن البحر عنكم لآني عالم أنه بسببي هذا النوء العظيم عليكم "… القوني في البحر فليس هناك حل للمشكلة غير هذا.. ولكن مع كل هذا. لم يكن ضميرهم مستريحا لالقائه.
إني متعجب من شدة رحمة هؤلاء الناس الأبرار. لقد عرفوا سبب مشكلتهم، وعرفوا علاجه، ولكن ضميرهم لم يساعدهم على التنفيذ. كيف نقتل الرجل، حتى لو كان دمه حلالا لنا؟! وحتى لو كان خاطئا يستحق الموت.. وهكذا جذفوا بكل قوتهم ليرجعوا السفينة إلى البر فلم يستطيعوا لآن البحر كان يزداد اضطرابا عليهم..
لقد بذلوا كل جهدهم لإنقاذ الرجل الخاطىْ من الموت، ولكن دون جدوى، كانت مشيئة الرب أن يلقى يونان في البحر.. وهكذا أسقط في أيديهم. ولكن لكي يريحوا ضمائرهم، صرخوا إلى الرب وقالوا " أه يا رب فعلت كما شئت ". وإذ تحققوا أن هذه هي مشيئة الله، وأنهم لا يستطيعوا أن يقفوا ضد مشيئة، "أخذوا يونان وطرحوه في البحر، فوقف البحر عن هيجانه"…
*من كل ما سبق يتضح أن هؤلاء البحارة كان لهم ضمير حساس نقى، وأنهم أرادوا بكل حرص أن يقفوا أمام ضميرهم بلا لوم.
لم يكن سهلا عليهم أن يرتكبوا خطية، مهما كانت العوامل الخارجية ضاغطة، ومهما كانت هناك أسباب تبرر الموقف. وقد كان موقفهم من يونان نبيلا جدا، ورحيما جدا وموافقا لإرادة الله فيه.
*وكانت لهؤلاء الناس قلوب مستعدة لعمل الله فيها : كانوا يتلمسون إرادة الله لتنفيذها. ولما وقف هيجان البحر بإلقاء يونان فيه، تأكدوا من وجود الله في الآمر، فآمنوا بالرب وذبحوا له ذبيحة، ونذروا له نذورا.... وفي أيمانهم بالرب لم يؤمنوا فقط أنه هو الله، وأنما بتقديمهم للذبيحة أعلنوا أيضا إيمانهم بالدم والكفارة….
وهكذا كسب الله المعركة الأولى، وتمم خلاص أهل السفينة بعصيان يونان. بقيت في خطة الله للخلاص مسألتان هامتان أخريان: وهما خلاص أهل نينوى، وخلاص يونان
| |
|
النبي الناري ††خادم لاسم يسوع††
عدد المساهمات : 47 نقاط : 83 تاريخ التسجيل : 05/12/2009 العمر : 34
| موضوع: رد: تامل معى عن يونان النبى الإثنين فبراير 08, 2010 5:32 pm | |
| | |
|
مارى الملاك الحزين ††خادم لاسم يسوع††
عدد المساهمات : 590 نقاط : 1183 تاريخ التسجيل : 01/12/2009 العمر : 35 الموقع : مارى الملاك الحزين
| موضوع: رد: تامل معى عن يونان النبى الإثنين فبراير 08, 2010 7:43 pm | |
| ميرسي لمرورك ياااااااااااااااااااااااااااامون نورت موضوعى ربنا يعوض تعب محبتك | |
|