شات ابو سيفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شات ابو سيفين

منتدى وشات ابو سيفين للاقباط فقط من جميع انحاء العالم



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقالات البابا شنوده

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مارى الملاك الحزين
††خادم لاسم يسوع††
††خادم لاسم يسوع††
مارى الملاك الحزين


عدد المساهمات : 590
نقاط : 1183
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 34
الموقع : مارى الملاك الحزين

مقالات البابا شنوده Empty
مُساهمةموضوع: مقالات البابا شنوده   مقالات البابا شنوده I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 28, 2009 1:12 pm

بقلم قداسة البابا شنوده الثالث

جريدة الأهرام



إنَّ اللَّه هو الذي وهبنا الحياة، فأصبحت هذه الحياة له. إننا نحيا لأجله، ونحيا به. ولا نستطيع أن نفصل حياتنا عنه. لذلك ما أجمل المبدأ الذي يقول: " إن عِشْنا فللربِّ نعيشُ، وإن مُتنا فللربِّ نموت. إن عِشْنا وإن مُتنا فللربِّ نحن ".

?? وفي مجال التطبيق العملي نقول: إن أكلنا، فمن أجل الرب نأكل، لكي نأخذ طاقة للجسد نستطيع بها أن نعمل ما يرضيه. وإن صُمنا، فمن أجل الرب نصوم، لكي تقوى الروح وتكون في صلة قوية باللَّه. إذن طاقة الجسد هى من أجله، وقوة الروح هى من أجله...

كذلك من أجل اللَّه نتكلَّم أو نصمت: من أجله نتكلَّم، فنشهد للحق وللإيمان وللبِرّ، ونعلن وصاياه للناس، ونعزي الآخرين ونقويهم، وننطق بكلام الحكمة النافعة للبنيان ... ومن أجل اللَّه نصمت، عاملين بقول الحكيم: " كثرة الكلام لا تخلو من معصية ". إذن نتكلَّم حينما يفتح اللَّه أفواهنا، ونصمت حين نخشى الخطأ في الكلام.

?? كل عمل نعمله، فمن أجل اللَّه نعمله ... نعمله له من أجل طاعته. ونعمله بنعمته والقوة التي يمنحنا إيَّاها. وهكذا لا يكون أي عمل من أعمالنا مستقلاً عن اللَّه. وهكذا بالرب نعيش، لا لأنفسنا ولا لأهداف خاطئة كما يحدث للبعض.

?? هناك أشخاص يعيشون لذواتهم فقط وبطريقة خاطئة: كل ما يريده الواحد منهم، هو أن يبني ذاته، ويحيط ذاته بالمتعة والرفاهية. ورُبَّما في سبيل ذلك يزيح الآخرين من طريقه ليبقى هو. وفي كل ذلك يكون الذي يعيش لنفسه فقط إنساناً أنانياً. وقد صدق المَثل القائل: " ما عاش قط مَن عاش لنفسه فقط ".

ينبغي أن توضع الذات في آخر القائمة، حينما تُرتَّب الأوليات. فنقول إنَّ اللَّه أولاً، ثم الآخرين، ثم الذات أخيراً. على أن هذا الترتيب لا يكون سليماً إن كانت فيه انفصالية عن اللَّه. فالعمل لأجل الآخرين والعمل لأجل الذات، ينبغي أن يكون كلاهما داخل الحياة لأجل اللَّه، وليسا منفصلين عنه. وهكذا يكون اللَّه هو الكل في الكل.

?? وقد يقول إنسان: أنا أعيش لأجل أولادي. فمن أجلهم يعمل ويتعب ويشقى. ومن
أجلهم يكنز مالاً ليترك لهم ميراثاً. والعناية بالأولاد واجب مُقدَّس. ولكن الخطأ هم أن يُركِّز الإنسان على أولاده، ويهمل واجباته تجاه الآخرين وتجاه اللَّه! أي يهمل نصيب اللَّه في ماله، ونصيب الفقراء أيضاً. الواجب إذن أنك فيما تهتم بأولادك، أن تهتم بباقي الناس أيضاً. وكما تحب أولادك وتعطيهم من تعبك وكدك، تحب أيضاً الفقراء والمحتاجين وتعطيهم من تعبك وكدك، وتحب المجتمع كله وتخدمه وتبذل لأجله. وتكون محبتك للكل هى داخل محبتك للَّه. فالمفروض أن يكون الحب كله للَّه، والتعب كله للَّه. ومحبة الأبناء ومحبة الناس جميعاً داخل محبتك للَّه. كما تكون محبتك الأولى لأولادك، هى أن تجعلهم يعرفون اللَّه ويحبونه.

?? لا تجعل للَّه منافساً في محبتك، سواء كان المنافس شخصاً أو شيئاً. وهكذا تحب اللَّه من كل قلبك ومن كل فكرك، وبكل إرادتك. ثم تحب الناس جميعاً داخل محبتك للَّه. أي لا تتعارض محبتك لأحد منهم مع وصية من وصايا اللَّه.

إننا نعيش للرب لأنه خلقنا. لم يكن لنا وجود فأوجدنا. منحنا هذا الوجود فصرنا له. ونحن نعيش حياتنا الحالية معه كعربون للحياة الأبدية، نعيش للرب هنا لكي نستحق أن نعيش معه في السماء.

?? والذي يعيش للرب، يظهر ذلك في فضائل كثيرة يحياها، أو تتميَّز بها حياته. إنه يُسلِّم حياته للَّه، ويعيش في حياة الطاعة له. وبالتالي يحيا حياة الفضيلة والنقاء. ويُنفِّذ وصايا اللَّه عن حب لا عن تغصب. ولا يهتم بشهوات المادة والرغبات الفانية. وقد صدق أحد الآباء حينما قال: " خير الناس مَن لا يُبالي بالدنيا في يد مَن كانت ". لذلك فالذي يعيش لأجل اللَّه لا يهتم ولا يضطرب لأجل أمور كثيرة، متيقناً أن الحاجة الحقيقية هى إلى واحد وهو اللَّه. وقد اختار الأبرار هذا النصيب الصالح.

?? والذي من أجل اللَّه يعيش، لا يخاف الموت. بل يقول: ونحن من أجل اللَّه نموت. أي نموت لكي نلتقي باللَّه في الحياة الأخرى، راجعين إليه من غربة هذا العالم لكي نحيا معه ومع ملائكته في ملكوته السماوي. وعبارة نموت للرب قد يقولها أيضاً الشهداء، والذين يبذلون حياتهم بأية الطرق من أجله.

لذلك يحسن بك أن تتأمَّل في السماء وفي الحياة الأخرى وفي عِشرة الملائكة وعِشرة الأبرار والقديسين. حينئذ تشعر أن الموت هو مُجرَّد جسر ذهبي يصل بين الأرض والسماء، وبين الحياة الوقتية والحياة الأبدية.

?? كذلك مما يساعدك على الحياة مع اللَّه السلوك في شتى الفضائل التي تشعر بها أنك مع اللَّه، وأن اللَّه معك، وأنك تحيا في طريقه، وتُنفِّذ مشيئته على الأرض. وما أسهل أن تُدرِّب نفسك على ذلك، ولو واحدة بواحدة ... وثق أنك كُلَّما عشت في حياة الفضيلة، تستطيع أن تقول بثقة: " مع الرب نعيش ".

?? يُساعدك أيضاً في هذا المجال أن تتأمَّل في صفات اللَّه الجميلة ... تتأمَّل في اللَّه
الشفوق الحنون، وفي اللَّه المُعين، المُغيث، الرازق، المُعطي، وفي اللَّه القادر على كل شيء الموجود في كل مكان، الناظر إلى كل ما نفعله، والسامع لكل ما نقوله ... وإلى غير ذلك من الصفات الإلهية المحببة إلى النفس ... حينئذ ستشعر أنك تعيش مع هذا الإله الذي تحبه وتحب كل صفاته.

?? مِمَّا يساعدك أيضاً أن تعيش مع اللَّه، أن تزداد صلتك به عن طريق صلواتك. ولا أقصد فقط الصلوات المحفوظة التي يُصلِّيها الكل، وإنما أقصد بالذات الصلوات الشخصية التي تتخاطب فيها مع اللَّه بقلب مفتوح وبلسان صريح، تجعله يشترك معك في كل عمل تعمله، ويوحي إليك بكل كلمة تقولها، وتكون لك مشيئة توافق مشيئة اللَّه، في حياتك وحياة الآخرين.

?? ولكي تعيش مع اللَّه ينبغي أن تجعل اللَّه يملأ قلبك وفكرك، ويقود خطواتك ورغباتك، وبقدر الإمكان يشغل نصيباً طيباً من وقتك. ذلك لأنَّ الذي ينشغل وقته بأمور تافهة عديدة ورُبَّما بأمور تبعده عن اللَّه كثيراً ... فهذا لا يمكن أنه يشعر أنه يحيا مع اللَّه.

?? لذلك أحب أن تدرِّب نفسك على الحياة مع اللَّه ولو يوماً يتدرج إلى يومين ثم إلى أسبوع. فإن أتقنت ذلك تستطيع أن تجعل حياتك كلها مع اللَّه، وليكن اللَّه معك يقويك ويعينك.


مقالات البابا شنوده 64664
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
††خادم رب المجد††
††خادم رب المجد††
Admin


عدد المساهمات : 622
نقاط : 671
تاريخ التسجيل : 09/11/2009
العمر : 37
الموقع : ابو سيفين 2010

مقالات البابا شنوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنوده   مقالات البابا شنوده I_icon_minitimeالأحد مارس 21, 2010 10:43 pm

مقالات البابا شنوده 196881
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abosefin2010.yoo7.com
 
مقالات البابا شنوده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فلسفه الالام لقداسه الباب شنوده
» ابويا حبيبي البابا شنوده
» تاملات عن الميلاد لقداسة البابا شنوده الثالث
» هذه القصه كتبها البابا شنوده الثالث وهو خادم بمدارس الاحد سنه 1948
» سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات ابو سيفين  :: †††شهداء وقديسين كنيستنا††† :: منتدي البابا شنودة الثالث-
انتقل الى: